هو أحد أشهر المتاحف في العالم وأكبرها من حيث تنوع كمية المقتنيات الهائلة التي يضمها المتحف بين جنباته. وفيما يلي سوف يستعرض موقع ترافلكسيا دوت كوم كل ما يخص متحف اللوفر من أقسام ومقتنيات وأشهر الأحداث المرتبطة به.
متحف اللوفر في باريس |
نبذة عن متحف اللوفر
يقع متحف اللوفر على الجهة الشمالية من نهر السين في العاصمة الفرنسية باريس. تم إعلانه متحفًا وطنيًا عام 1791م عقب اندلاع الثورة الفرنسية، وتم افتتاحه رسميًا في 10 أغسطس 1793م. وكان الهدف من إقامته جعله متحفًا فنيًا يجمع كل روائع الأمة الفرنسية. بالإضافة إلى ذلك، فإن متحف اللوفر هو أكبر متحف في العالم يرتاده الزوار.
نشأة متحف اللوفر
مر متحف اللوفر بالعديد من المراحل والأحداث التاريخية حتى يصل إلى ما هو عليه اليوم، وأهم المراحل والأحداث:
العصور الوسطى
كان متحف اللوفر في البداية عبارة عن حصن للملك فيليب الثاني في القرن الثاني عشر الميلادي، شيد من أجل صد غارات الإنجليز في نورماندي.
ولكن تاريخيًا لم يثبت ما إذا كان هذا الحصن قد بني لأول مرة أو تم إدخال تعديلات على مبنى قديم، وقد اشتق اسمه من اسم عرين الذئب.
وفي العصور الوسطى حدثت عدة تغييرات على المبنى، ففي القرن الرابع عشر وفي عهد تشارلز الخامس، تم تحويل الحصن إلى مسكن ملكي. أما في عهد فرانسوا الأول، وتحديدًا في عام 1546م، تم تجديد وإدخال التحديثات على المبنى بما يتناسب مع عصر النهضة الفرنسية.
ولكن تم تشكيل نواة متحف اللوفر فعليًا عام 1682م في عهد الملك لويس الرابع عشر، بعد أن اتخذ قصر فرساي مقرًا له، وتحويل مبنى اللوفر إلى سكن للفنانين. وحظي هؤلاء الفنانين بالرعاية الملكية، ومن أوجه الرعاية المقدمة رعاية عائلة بول على مدى أربعة أجيال. ووضعت العديد من المقتنيات الفنية في المبنى، ومن أهمها لوحة الموناليزا للفنان ليوناردو دا فينشي.
في منتصف القرن الثامن عشر، نادت العديد من الأصوات بإقامة متحف شعبي يتم فيه عرض اللوحات والأعمال الفنية للعامة، وقد استجاب الملك لويس الخامس عشر في 14 أكتوبر 1750م لهذه الدعوات، وأمر بعرض 96 قطعة ملكية داخل المعرض الملكي في قصر لوكسمبورغ في أيام السبت والأربعاء، وظل المعرض على هذا الحال حتى تم إغلاقه ومنحه للكونت (بروفانس) وهو الملك لويس الثامن عشر المستقبلي.
وفي عام 1776م، وفي ظل حكم لويس السادس عشر، اقترح توسيع المجموعة وتحويل المعرض الكبير في متحف اللوفر إلى المتحف الفرنسي، وتم التوسع في مجموعة المقتنيات في عام 1778م، ولكن في ظل الخلافات التي كانت موجودة ظل الوضع كما هو حتى قيام الثورة الفرنسية.
الثورة الفرنسية
بعد قيام الثورة الفرنسية، أعلنت الجمعية الوطنية الفرنسية أن متحف اللوفر سيصبح مكانًا يجمع فيه جميع العلوم والفنون. وبعد سجن لويس السادس عشر في 10 أغسطس 1792م، تم الاستحواذ على المجموعة الملكية وأصبحت ملكية عامة، وأصدرت الجمعية الأوامر بالاسراع في تجهيز المتحف خوفًا من أعمال التخريب والنهب.
الافتتاح
تم افتتاح المتحف في 10 أغسطس 1793م، وهي الذكرى السنوية الأولى لقيام الثورة الفرنسية، حيث ضم المتحف 537 لوحة و184 قطعة فنية، كانت الغالبية العظمى منها قد أُخذت من المجموعة الملكية، وباقي المقتنيات كانت من ممتلكات المهاجرين والكنيسة.
في العام 1794م، ازدادت قوة الجيوش الفرنسية والأماكن التي تم غزوها في شمال أوروبا، وتم جلب المزيد من القطع الفنية والأثرية من البلاد مثل الفاتيكان، مما اضطر الجمهورية إلى وضع ميزانية تقارب 100,000 ليفر سنويًا لتوسيع وتنظيم المجموعة، وعظمت قوة الجيوش الفرنسية بعد معاهدة تولينتينو عام 1797م.
وقد كانت الأمور غاية في الصعوبة نتيجة لكثرة الأعمال الفنية، وقد تم إغلاق المتحف عام 1796م نتيجة لخلل إنشائي، ومن ثم أعيد ترتيب وتنظيم القطع الفنية وفقًا لتسلسلها الزمني، وأعيد افتتاح المتحف في 14 يوليو 1801م.
عهد نابليون
في ظل الفتوحات الكبيرة في عهد نابليون بونابرت، تم إضافة الجناح الشمالي إلى المتحف، وامتدت هذه الفترة ما بين عامي 1798م و1801م، وسميت بالحملة المصرية. وتم فيها إعادة تسمية المتحف إلى (متحف نابليون) تخليدًا لدوره البارز في التاريخ الفرنسي.
احتوت الآثار التي تم ضمها على آثار إيطالية، إسبانية، هولندية ونمساوية، بالإضافة إلى الآثار المصرية التي تم الاستيلاء عليها في الحملة الفرنسية على مصر، وأهم هذه الاكتشافات هو العثور على حجر رشيد وفك رموز الهيروغليفية التي فتحت الباب إلى العديد من الاكتشافات الأثرية، ولكن سرعان ما تحول هذا الكنز الثمين إلى المتحف البريطاني بعد هزيمة الفرنسيين.
العصر الحديث للمتحف
في عام 2012م، تم افتتاح الجناح الإسلامي داخل المتحف، وهو من ضمن الإضافات الحديثة التي تدرج ضمن خطة للعمل على النهوض بالمتحف وزيادة الثراء والتنوع الثقافي. كل هذا يحدث نتيجة استقلالية المتحف عن الحكومة والاعتماد على التطوير الذاتي.
كانت بداية الفكرة في تسعينيات القرن الماضي، وفي عام 2006م، انخفضت نسبة الميزانية الحكومية للمتحف من 75% إلى 62%، وتشمل هذه الميزانية رواتب الموظفين والأمان والصيانة، أما الأقسام المتعددة والمضافة حديثًا فهي تمويل ذاتي من المتحف.
متحف اللوفر من الداخل |
أقسام متحف اللوفر
يضم متحف اللوفر أكثر من 380,000 قطعة أثرية متنوعة، ويقوم بعرض 35,000 عمل فني مقسمة إلى ثمانية أقسام على مساحة تبلغ 60,600 م²، وتصنف تلك الأقسام كالتالي:
1. الآثار المصرية
يضم هذا القسم حوالي 50,000 قطعة أثرية متنوعة من العصور القديمة والوسطى وعصر الدولة الحديثة، والتي يعود تاريخ البعض منها إلى القرن الرابع قبل الميلاد.
تكمن أهمية القسم في ضمه للمجموعة الملكية، وتم تعزيزها بـ 7000 قطعة أثرية من الحملة الفرنسية على مصر.
أهم هذه المقتنيات تمثال الكاتب الجالس، رأس الملك جدفري، بالإضافة إلى المومياوات ولفائف البردي.
كل هذه الآثار يحرسها تمثال أبو الهول الذي يعود إلى عام 2000 قبل الميلاد.
2. الشرق الأدنى
يحتل القسم المرتبة الثانية من حيث حداثة الإنشاء، الذي يعود إلى عام 1881م، وينقسم إلى ثلاثة مناطق جغرافية رئيسية هي بلاد المشرق (الشرق الأدنى)، بلاد الرافدين (العراق)، بلاد فارس (إيران).
يضم القسم مجموعة متنوعة من الآثار النادرة، والتي يعود تاريخ البعض منها إلى القرن الثالث قبل الميلاد، مثل مسلة النسور التي أقامها أمير لكش عام 2450 قبل الميلاد، ومسلة أقامها الملك نارام سين ملك أكد، والتي يبرز عليها انتصاره على البرابرة في جبل زاجروس، بالإضافة إلى لوح (شريعة حمورابي) الذي يبلغ ارتفاعه 2.25 متر ويبرز القوانين البابلية التي كانت تنظم الحياة في ذلك الوقت.
كما يضم الجزء الفارسي العديد من المقتنيات الهائلة، مثل الرأس الجنائزي والرماة الفارسيين لداري الأول.
3. اليونانية والرومانية والإتروسكية
يضم القسم آثار حوض البحر الأبيض المتوسط في فترة العصور الحجرية الحديثة وحتى القرن السادس خلال فترة حكم الإمبراطورية الرومانية.
تم اقتناء بعض الآثار من المجموعة الملكية في عهد الملك فرانسيس الأول، والبعض الآخر تم نهبه خلال الحروب النابليونية مثل تمثال أبولو بلفدير، وتمثال فينوس دي ميلو المصنوعين من الرخام، ولكن تم بعد هزيمة نابليون الأول عام 1815م.
واشتهر القسم بضم تماثيل رائعة مثل النصر المجنح لسموثريس عام 190 قبل الميلاد، وتجسدت هذه التماثيل على شكل هيئة بشرية.
4. الفن الإسلامي
تضم المجموعة الأحدث داخل أروقة متحف اللوفر، والممتدة على مدار ثلاثة عشر قرنًا وثلاث فترات مختلفة، حوالي 5000 عمل و1000 قطعة أثرية.
تتنوع الأعمال الفنية ما بين صناعة الزجاج والخزف والسيراميك والخشب، وأشهر هذه الأعمال علبة مجوهرات المغيرة، وهي صندوق من العاج من بلاد الأندلس يعود إلى القرن العاشر، بالإضافة إلى ثلاثة صفحات من الشاهنامه وكتاب ملحمي لأبو قاسم الفردوسي.
افتتحت الأميرة لمياء بنت ماجد آل سعود في عام 2019 قسمقسم خاص بتحسين الفن الإسلامي يضم 3000 قطعة، جمعت من إسبانيا إلى الهند عبر شبه الجزيرة العربية، ما بين القرنين السابع عشر والتاسع عشر الميلادي.
5. المنحوتات
يضم القسم الأعمال الفنية التي تصنف خارج قسم اليونانية والرومانية والإترورية، والتي تم إنشاؤها قبل عام 1850م.
ضمت المجموعة 100 قطعة فنية صغيرة، وظلت كذلك حتى عام 1847م، ولكن بعد أن امتلك ليون لابورد زمام الأمور، اشترى مجموعة تماثيل مثل مجموعة تشايلد بيرت الملكية. ولكن تم منح المجموعة الاستقلالية في عام 1871م على يد لويس كورجود.
وفي عام 1986م، تم نقل كل آثار ما قبل 1850م إلى متحف أورسيه الجديد.
تلقت المجموعة نظرة على النحت الفرنسي وأعمال الفن الرومانسي، مثل دنيال في القرن الحادي عشر.
6. الفنون الزخرفية
يمتد تاريخ مقتنيات القسم من فترة العصور الوسطى إلى منتصف القرن التاسع عشر الميلادي، حيث يضم القسم العديد من المقتنيات الثمينة، مثل سيف تتويج ملوك فرنسا، والكثير من المجموعات الملكية التي تم التبرع بها، وجعل القسم مستقلاً بعد أن كان جزءًا من قسم النحت. وأبرز هذه المجموعات مجموعة دوراند من السيراميك والزجاج والمينا، والتي تم اقتناؤها عام 1825م، ومجموعة بيير ريفويل المكونة من 800 قطعة فنية تميل إلى الرومانسية. وفي عام 1862م، تم التبرع بمجموعة من المقتنيات الثمينة من قبل سوفاجوت، بلغت 1500 قطعة، بالإضافة إلى مجموعة كامبانيا من المجوهرات والخزف من القرنين الخامس عشر والسادس عشر.
في عام 2000م، تم عمل معرض جيلبرت شاغوري وروز ماري شاغوري المخصص لمجموعة نسيج من ستة أجزاء تمثل آلهة البحر من القرن السادس عشر، بتكليف من وزير الدولة للبحرية كولبير دي سينيلاي.
7. اللوحات
يضم القسم العديد من اللوحات والأعمال الفنية في الفترة ما بين القرن الثالث عشر حتى عام 1848م، وتقديرًا بـ 7500 عمل، يتم الإشراف عليها من خلال 12 أمين يقومون بتنسيق العمل على مجموعة من أعمال ثلثي الفنانين الفرنسيين و1200 من شمال أوروبا.
معظم هذه المقتنيات إيطالية من بقايا مجموعات الملك فرانسيس الأول و لويس الرابع عشر، بالإضافة إلى مقتنيات غير معادة من عصر نابليون.
أبرز المجموعات داخل القسم لوحة الموناليزا الشهرة بالاضاقة الي مجموعة لا سيز، التي تعتبر أكبر تبرع لشخص واحد إلى متحف اللوفر بعدد 584 لوحة من مجموعته الشخصية، وكان ذلك في عام 1869م بناءً على وصية منه.
بالإضافة إلى اللوحة المجهولة للملك جان لو بون عام 1360م.
8. المطبوعات والرسومات
تم افتتاح القسم في 5 أغسطس 1797م، بعدد قطع 415 قطعة عبارة عن مطبوعات ورسومات وأعمال ورقية.
تم زيادة العدد حتى وصل إلى 8600 في المجموعة الملكية الفرنسية، بفضل التبرعات بالمجموعات، بالإضافة إلى قيام الدولة بضم 1200 عمل من مجموعة فيليبو بالدينونتشي عام 1806م.
تم تقسيم المجموعات داخل القسم إلى ثلاثة أجزاء هي:
- مجموعة مجلس الوزراء الأساسي.
- 14000 لوحة طباعة نحاسية ملكية.
- تبرعات إدموند جيمس دي روتشيلد، وهي عبارة عن 40,000 مطبوعة، و5000 كتاب مصور، بالإضافة إلى 3000 رسم.
يتم عرض كل هذه المقتنيات في جناح فلور، ولكن يتم عرض بعض منها نتيجة لهشاشة وضعف الورق المعروض.
سعر تذكرة متحف اللوفر
تختلف أسعار التذكرة حسب الفئة السنّية:
- البالغين: 17 دولار عند الحجز من خلال الإنترنت، 15 دولار عند شرائها من داخل المتحف.
- الطلاب: 15 دولار.
- الزوار فوق 60 عامًا: 15 دولار.
أوقات العمل في متحف اللوفر
- السبت، الأحد، الاثنين، الخميس: من 09 ص إلى 06 م.
- الأربعاء، الجمعة: من 09 ص إلى 09 م.
- الثلاثاء: مغلق.
الأسئلة الشائعة عن متحف اللوفر
1. أين يقع متحف اللوفر؟ ▼
2. ما هي ساعات عمل متحف اللوفر؟ ▼
3. ما هي تكلفة دخول متحف اللوفر؟ ▼
4. ما هي أشهر القطع الفنية في متحف اللوفر؟ ▼
5. هل يمكن زيارة المتحف مجانًا؟ ▼
6. ما هي مساحة متحف اللوفر؟ ▼
7. كم عدد القطع الفنية في متحف اللوفر؟ ▼
8. هل يمكن التصوير داخل المتحف؟ ▼
9. هل يوفر المتحف جولات إرشادية؟ ▼
10. هل توجد مطاعم داخل المتحف؟ ▼
في الختام، لا يسعنا إلا أن نقول إن متحف اللوفر هو أفضل مكان يمكن زيارته لكل الأشخاص، وخاصة هواة اللوحات ومشاهدة المقتنيات النادرة، بالإضافة إلى الاطلاع على جانب كبير وعظيم من أرشيف التاريخ الإنساني.
اقرأ أيضًا: