يعتبر متحف الفن الإسلامي أكبر متحف علي مستوي العالم يختص بالآثار الإسلامية. وفيما يلي سوف يقوم موقع ترافلكسيا دوت كوم باستعراض أهم التفاصيل الخاصة بالمتحف.
متحف الفن الإسلامي |
نبذة عن المتحف
يقع متحف الفن الإسلامي في مدينة القاهرة ويحتوي على العديد من أبرز التحف والمخطوطات الإسلامية من دول مختلفة مثل الهند والصين وإيران، بالإضافة إلى الآثار الإسلامية من شبه الجزيرة العربية والشام ومصر وشمال أفريقيا والأندلس، كما أنه يبرز الكثير من جوانب تطور الحضارة الإسلامية في مختلف الأقطار الإسلامية وعلى مر العصور المختلفة لهذه الحضارة العريقة التي تمتد جذورها في عمق التاريخ الإنساني.
تاريخ نشأة متحف الفن الإسلامي
كانت بداية إنشاء مكان أو مجمع يختص بالآثار الإسلامية في عهد الخديوي إسماعيل الذي أمر فرانتز باشا بجمع الآثار الإسلامية، واختير جامع الحاكم بأمر الله لهذا الغرض.
ولكن لصغر صحن المسجد وازدحامه بالكثير من الآثار التي بلغ عددها 111 تحفة، قرر فرانتز باشا في عام 1899م بتخصيص مكان لتلك الآثار يمكن لهذا المكان احتواء الألف قطعة، وهو المقر الحالي لمتحف الفن الإسلامي، وأطلق عليه اسم (دار الآثار العربية). ووضع في نفس العام حجر الأساس للمتحف وتم الانتهاء منه عام 1903م.
بلغ عدد القطع الأثرية في افتتاح المتحف 3000 قطعة، وكان أول من أهدى الدار بعد القطع الفنية والده الخديوي عباس حلمي الثاني، وتلاها الأمير يوسف كمال، ثم الأمير محمد علي، وجاء بعد ذلك الخديوي فؤاد الأول الذي أعطى الدار مجموعة رائعة من السجاد والمنسوجات، وفي عام 1941م أهدى الملك فاروق الدار مجموعة قيمة من الخزف.
تم تغيير اسم (دار الآثار العربية) إلى متحف الفن الإسلامي لاحتوائه على تحف ومقتنيات من كل الدول الإسلامية مثل تركيا وإيران والهند والصين، بالإضافة إلى الكثير من الأقطار الإسلامية.
تطوير متحف الفن الإسلامي
حدثت أكبر عملية تطوير للمتحف في عهد الرئيس الراحل محمد حسني مبارك، وكانت البداية في عام 2003م وانتهت في عام 2010، واستغرقت حوالي 8 أعوام.
شملت عملية التطوير ترتيب قاعات العرض بناءً على التسلسل الزمني، بالإضافة إلى تأهيل الحديقة المحيطة لكي تتلاءم مع حجم وقيمة الآثار الموجودة داخل المتحف.
وبالإضافة إلى ذلك، تم إنشاء مبنى إداري خاص بالمتحف في محيطه، وإلحاق المتحف بمدرستين متحفيتين، إحداهما للأطفال والأخرى للكبار.
تم الاحتفال بافتتاح المتحف ومرور مائة عام على إنشائه.
أقسام متحف الفن الإسلامي
يوجد في متحف الفن الإسلامي من الداخل العديد من القاعات والأقسام التي تضم مجموعة من التحف تقدر بحوالي مائة ألف قطعة أثرية والتي تعود إلى أكثر من اثني عشر قرنًا من الزمن، فالمبنى يتكون من طابقين، السفلي منهما يضم الآثار المصرية، والثاني يضم آثار الأناضول والأندلس وإسبانيا، وينقسم إلى عشرة أقسام هي:
مقتنيات متحف الفن الاسلامي |
قسم المخطوطات
يعتبر قسم المخطوطات من أكبر الأقسام داخل متحف الفن الإسلامي حيث يحتوي على مئات المخطوطات الإسلامية من إيران وإسبانيا والأندلس ومصر، وتعكس مدى اهتمام المسلمين بالتدوين وتلقي العلم سواء كان هذا العلم دينيًا أو دنيويًا. ومن أهم مقتنيات قسم المخطوطات:
مخطوطة من القرآن كتبت على عظام العزال، والتي يعود تاريخ تدوينها إلى القرن الأول الهجري، وتظهر فيها حروف القرآن غير منقطة لأنه في ذلك الوقت لم يكن قد وُضع نظام التنقيط، والذي وُضع بعد ذلك في عهد الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان عن طريق التابعي الجليل أبو الأسود الدؤلي.
كتاب فوائد الأعشاب للغافقي.
وكذلك الأمر لـ70 مخطوطة لكبار العلماء مثل ياقوت المستعصمي والشيخ عبد العزيز الرفاعي.
قسم الأخشاب
يمتلك قسم الأخشاب في متحف الفن الإسلامي أهمية كبيرة، حيث يبرز مراحل تطور الفن الإسلامي وأشكاله وصوره المتعددة، والتي تمتاز بامتزاج الزخارف وروعة الألوان مع الدقة المتناهية للنقوش والحفر على الأخشاب.
ومن أهم مقتنيات القسم:
منبر أثري: يعود هذا المنبر إلى عهد أسرة السلطان قلاوون، ويطلق عليه أيضًا اسم منبر طاطا الحجازية.
أفاريز جامع عمرو بن العاص: هي أفاريز خشبية تم جلبها من جامع عمرو بن العاص، وتعود هذه الأفاريز إلى عام 212هـ.
أخشاب من العصر الطولوني: عبارة عن مجموعة من الأخشاب التي تعود إلى عهد الدولة الطولونية، والتي اتسمت فيها العمارة الإسلامية بالتقدم، وقد ظهر في هذا العصر نوع من الحفر على الأخشاب يسمى (طراز سامراء)، سُمي بهذا الاسم لأنه اشتهر في بلاد الرافدين قديمًا، وكان يقوم على نوع من الحفر المائل ذو شكل يجذب الانتباه إليه.
قسم الخزف والفخار
يضم القسم العديد من الأواني الفخارية والأطباق والجرار التي تعكس للزائر مراحل تطور صناعة الخزف والفخار في فترات ازدهار الحضارة الإسلامية، وتنوع الصناعة وطرقها من دولة إلى أخرى، مثل الخزف الإيراني المميز والبورسلين الصيني، والخزفيات من العصور الأموية والعثمانية والفاطمية.
قسم المعادن
يعد قسم المعادن من أشهر الأقسام إقبالًا من الزائرين لاحتوائه على العديد من المقتنيات المعدنية الرائعة، فقد جعلت المعادن من حفظ الأشياء أمرًا سهلًا نظرًا لتوفرها وسهولة تشكيلها، بالإضافة إلى أنها معمرة ولا يظهر عليها آثار الوقت بسهولة طالما يتم صيانتها والحفاظ عليها بالشكل الأمثل. ومن أهم مقتنيات قسم المعادن:
مفتاح الكعبة المشرفة: هذا المفتاح خاص بالسلطان الأشرف شعبان، وهو عبارة عن مفتاح من النحاس مطلي بالذهب والفضة.
دينار إسلامي: يعود تاريخ صك هذا الدينار إلى العام 77 هجريًا، وهو بذلك يعد الأقدم من نوعه حتى الآن.
إبريق برونزي: صنع هذا الإبريق بعناية فائقة من مادة البرونز، وتعود ملكيته إلى الخليفة الأموي مروان بن محمد آخر الخلفاء الأمويين.
قسم الزجاج
على الرغم من أن هذا النوع من الفنون قد جاء متأخرًا عن بقية ألوان الفنون الأخرى التي برع فيها المسلمون، إلا أن ما تراه في هذا القسم يعكس مدى براعة وتقدم الحضارة الإسلامية في صناعة الزجاج والنقش عليه وصنع أنواع جديدة من الزجاج مثل الزجاج المعشق، والزجاج المموه بالمينا.
كما تظهر الأواني والأعمال الزجاجية من العصر المملوكي والفاطمي والأيوبي مدى براعة الفنان المسلم.
قسم الأسلحة
تكمن أهمية هذا القسم في أنه يظهر الشكل الحقيقي لتكوين شكل وطبيعة الدولة الإسلامية، وفي ظل المعارك والحروب التي خاضها الملوك والأمراء كان لابد من إبراز شجاعتهم وإظهار الإنجازات التي قاموا بها، ومن أمثلة تلك الأسلحة التي شاركت في معارك عظيمة سيف السلطان محمد الفاتح الذي كان معه في فتح القسطنطينية.
قسم النسيج
يعرض هذا القسم مختلف أنواع المنسوجات التي اشتهرت بها منطقة غرب ووسط آسيا مثل الحضارة المغولية والصوفية والهندية، والتي كانت وما زالت تتسم بالدقة والبراعة في صناعة المنسوجات، وخاصة السجاد، فالسجاد الإيراني لا زال يحتل مرتبة عالية في العالم كله إلى الآن، بالإضافة إلى المنسوجات من العصر الطولوني، والتي كانت تُسمى (نسيج الفيوم).
قسم العلوم والطب
برع المسلمون منذ عصور حكمهم الأولى في مجال الطب والتشريح، فقد كان هناك علماء وأطباء أدهشوا العالم باكتشافاتهم في تلك الفترة، ومن أمثلتهم ابن النفيس الذي اكتشف الدورة الدموية الصغرى، وأبو بكر الرازي الذي برع في الطب، وغيرهم الكثير من العلماء، وهذا يعكس مدى تقدم العلوم في هذا الوقت.
ويتم عرض المنتجات الطبية والأعشاب المستخدمة في الصيدلة، وأدوات التشريح المستخدمة في العمليات الجراحية، بالإضافة إلى الرسومات والنماذج التي توضح عمل كل عضلة من عضلات جسم الإنسان.
قسم الفلك والرياضيات
كغيرها من العلوم، استطاع المسلمون دراسة الفلك والنجوم وحساب الوقت وتحديد الاتجاهات بوسائل وطرق مختلفة.
ويبرز القسم مدى تقدم المسلمين في هذه العلوم حيث يعرض مقتنيات كان يستخدمها العلماء، مثل الساعة الرملية لتحديد الوقت، والذراع لقياس المسافات، بالإضافة إلى علبة نحاسية لتحديد اتجاه القبلة.
مواعيد عمل متحف الفن الإسلامي
يبدأ العمل في متحف الفن الإسلامي طوال الأسبوع من الساعة 9 ص - 5 م، ما عدا الجمعة فيتغير التوقيت قليلاً ليبدأ من 9 ص - 11:30 صوم1:30 م - 5 م.
سعر تذكرة دخول متحف الفن الإسلامي
المواطن المصري أو العربي: 20 جنيهاً.
الطالب المصري أو العربي: 10 جنيهات.
المواطن الأجنبي: 270 جنيهاً.
الطالب الأجنبي: 140 جنيهاً.
ففي النهاية، لا يسعنا إلا أن نقول إن هذا المكان في مصر يستحق زيارته والاطلاع على مقتنياته الثمينة، والتي تساعد الأفراد على فهم تاريخهم والتعمق فيه بالاضافة الي ثراء متحف الفن الاسلامي بلمقتنيات والاثار والتحف والمخطوطات النادرة.
اقرأ ايضا:
وادي الريان ـ رحلة متكاملة بارخص سعر