recent
أخبار ساخنة

حديقة الأزهر ـ جنة خضراء وسط زحام القاهرة

ترافلكسيا
الصفحة الرئيسية

تعتبر حديقة الأزهر واحدة من أكبر الحدائق على مستوى العالم، ومصنفة ضمن قائمة أكبر خمسة أماكن عامة على مستوى العالم التي أعدت بواسطة مؤسسة (Project for Public Spaces)، وهي مؤسسة عالمية في تصنيف الأماكن العامة والمهمة.
وفي السطور التالية سوف يتناول موقع ترافلكسيا دوت كوم أهم التفاصيل حول نشأة وتاريخ حديقة الأزهر.

حديقة الأزهر ـ جنة خضراء وسط زحام القاهرة
حديقة الازهر

نبذة عن حديقة الأزهر

تم إنشاء متنزه الأزهر بواسطة برنامج دعم المدن التاريخية التابع لصندوق الأغا خان للثقافة، وهو كيان يتبع مؤسسة الأغا خان للتنمية.
وقد تم تنفيذ المشروع على مساحة 80 فدان بتكلفة إجمالية 30 مليون دولار.
تم البدء في فكرة المشروع عام 1984م، ثم بعد ذلك تم عمل الدراسات والترتيبات اللازمة لهذا المشروع العملاق، وبدأ العمل على أرض الواقع في عام 1998م، وتم افتتاح حديقة الأزهر عام 2005م حيث استغرق إنشاء المتنزه 7 أعوام تحملت كلفتها بالكامل مؤسسة الأغا خان للتنمية.

موقع الحديقة

تقع حديقة الأزهر على الجانب الشرقي للمدينة الفاطمية القديمة، وامتداد حي الدرب الأحمر، جنوب الحديقة يقع مسجد السلطان حسن بالإضافة إلى قلعة صلاح الدين الأيوبي.
كل هذا التاريخ والحضارة الإسلامية كانت تفتقد إلى مساحة خضراء تزين هذه المنطقة التاريخية، فتشبيه وجود حديقة الأزهر في هذا المكان كالملك الذي ارتدى تاج عرشه. حيث تعطي الحديقة الزائر مشهدًا بانوراميًا كاملًا بزاوية 360 درجة يمكنه من رؤية القاهرة الفاطمية وأحيائها الخالدة بشكل كامل.
فبهذه اللمسة الرائعة تحول هذا المكان الذي كان يستخدم كموقع لتكديس القمامة على مر نصف قرن من الزمن إلى واحة خضراء وسط تاريخ مشرق مليء بالإنجازات.

مراحل إنشاء حديقة الأزهر

بدأ التفكير في إنشاء حديقة الأزهر مستضيفةً، فبالتحديد في العام 1984م، كان يتواجد الأغا خان الرابع في مدينة القاهرة لحضور أحد المؤتمرات، فنظر من نافذة الحجرة الخاصة به إلى آثار القاهرة الخالدة، ولكنه لاحظ وجود مساحة كبيرة من القمامة والركام على تلة الدراسة لا تليق بمكانة هذا المكان العريق، فقرر إزالة هذا المكان وتحويله إلى مسطح أخضر كبير يزين المدينة ويمنح للزائرين الفرصة للاستمتاع بالتاريخ والمناظر الطبيعية الرائعة.
كانت هناك كمية هائلة من الركام وصلت إلى 765000 متر مكعب، واحتاج هذا الأمر إلى 80,000 لنقل قمامة تراكمت على مدار أكثر من 500 عام، وتم استبدالها بكمية التربة المناسبة قدرت بحوالي 605000 متر مكعب، بالإضافة إلى 60,000 متر مكعب من التربة الخاصة المخلوطة لكي تناسب الطبقة العليا المزروعة.
بالإضافة إلى كل هذا الجهد، كان هناك عائق آخر كبير وهو وجود ثلاثة صهاريج ضخمة لتغذية الحديقة بالمياه، ولكن إصرار المهندسين على إتمام المشروع بالشكل الأمثل وإعطاء المتنزه طابعه التاريخي الرائع جعلهم يقومون بدمج الصهاريج في تصميم الحديقة وعمل تلتين في الشمال والشرق دون التأثير على التصميم التاريخي للحديقة، بالإضافة إلى المحافظة على المنحدرات الشديدة وتضاريس المكان، مما أعطى الزائر مشهدًا يجمع ما بين الأصالة والحداثة في التنفيذ.
تم دمج ومراعاة العديد من الأبعاد التاريخية للحديقة، فمثلاً تم إضافة القناطر الأموية الفاطمية إلى التصميم، وعمل قنوات المياه والنوافير على الطريقة الفارسية، كما تم إظهار الأهمية التاريخية لنهر النيل بإمداد الحديقة بالمياه من خلاله، وتم اختيار أنواع النباتات بعناية وتم رعايتها في مشاتل الجامعة الأمريكية بالقاهرة للتأكد من جودتها وتوفير المناخ المناسب لنموها بشكل سليم.
تم افتتاح حديقة الأزهر عام 2005م بتصميم مميز وتقسيم رائع لأماكن زراعة كل نوع من الأشجار وتصميم النوافير والممرات، وإقامة الانحناءات والانحدارات، مما جعل من الحديقة نموذجًا لغابة صغيرة رائعة.

حديقة الأزهر ـ جنة خضراء وسط زحام القاهرة
حديقة الازهر من الداخل


بالتوازي مع إنشاء حديقه الأزهر، تم إنشاء وتطوير العديد من المواقع المحيطة بالحديقة، وهي كالتالي:

السور الأيوبي

أثناء عملية الحفر وإزالة الركام، تم اكتشاف العديد من الكنوز مثل الأحجار المنقوشة بالكتابة الهيروغليفية، والتي كان يصل طول الواحد منها إلى المتر. وبالإضافة إلى كل هذه الاكتشافات، تم العثور على كنز ثمين على عمق 15 مترًا وبطول 1.5 كم، وهو سور الأيوبيين الذي بناه السلطان صلاح الدين الأيوبي حول المدينة. ولوقوعه بجوار المشروع، كان لابد من دمجه مع الحديقة.
يتألف هذا السور من مجموعة من الأبراج الدائرية والحوائط الستارية، بالإضافة إلى تخلل السلالم والسهم، كذلك تم الكشف عن بوابتين في الاتجاه الشرقي السابق للمدينة، وهما باب البرقية وباب المحروق.

الدرب الأحمر

هو حي من أحياء مدينة القاهرة القديمة، كان الاقتصاد القائم فيه هو جمع القمامة من مركب القمامة للمدينة القديمة. وقد كشف المشروع الخاص بالحديقة وتطوير السور الأيوبي الفقر المدقع الذي كان يعيش فيه سكان هذا الحي، وعدم توفر البنية التحتية من شبكات صرف صحي ومياه، وحتى التعليم والرعاية الصحية لم تكن على الشكل الأمثل، مما وضع المزيد من الضغوط على السكان وخلق مشكلات اقتصادية إضافية لهم.
وعلى الرغم من أن مؤسسة الأغا خان للتنمية لم يكن باستطاعتها استيعاب هذه المشكلة، إلا أنها ومن منطلق تحمل المسئولية، قامت المؤسسة بالتواصل مع مؤسسات تقدم تمويلًا تكامليًا مثل (صندوق التنمية المصري السويسري) و(مؤسسة فورد)، بحيث إن هذه المؤسسات قامت بتقديم الدعم من خلال: إعادة تأهيل وترميم الآثار التاريخية المهددة بالانهيار، مثل جامع ومدرسة أم السلطان شعبان، والتي تعرضت مئذنتها إلى الانهيار خلال زلزال 1992م، مما قد ينتج عنه زوال وفناء صرح حضاري وإرث تاريخي يشهد على حقبة زمنية في التاريخ المصري والإسلامي.
ترميم مجمع خيربك (النصب المملوكي والعثماني)، بالإضافة إلى ترميم مدرسة أم شغلان وتحويلها إلى مقر شركة تنمية المجتمع.
كل هذه الإنجازات لم تغفل الجانب الاقتصادي والاجتماعي للحي، فعلى الرغم من الفقر المدقع الذي يهيمن على الدرب الأحمر، إلا أن النسيج الاجتماعي والأسري ظل متمسكًا وقويًا، مدفوعًا المؤسسات إلى إعادة تأهيل ورش صناعة البلاط والصناعات الصغيرة، وتم إحياء صناعة كانت قد انتهت مثل حرفة فن الأرابيسك، وهو فن النحت على الخشب.
بالإضافة إلى ذلك، تم عمل ورش تدريبية لصناعة الأثاث، وأصبح كل قطعة خشبية يتم صناعتها في الحي، وكذلك عند إعادة تأهيل وترميم السور الأيوبي، تم استقدام أيدٍ عاملة من داخل الدرب الأحمر.
تم عمل دورات تدريبية في صيانة الكمبيوتر وأجهزة الهاتف المحمول، المهارات المكتبية، وصناعة التحف السياحية.
بالإضافة إلى كل ما تم ذكره من أوجه التنمية المستدامة للدرب الأحمر، تم تقديم قروض صغيرة لأكثر من 400 شخص لتنمية مشاريعهم.
ومن أجل استمرارية صورة التنمية المستدامة، تم إقامة دورة تدريبية عام 2008 حضرها 159 شخصًا، كانت نسبة السيدات 59%، مما يدل على نجاح برنامج تمكين المرأة الخاص من الأمم المتحدة.
وقد حقق المشروع أهدافه الثلاثة المنشودة، وهي:

  1. القضاء على الفقر المدقع وبناء اقتصاد دائم.
  2. ضمان الاستدامة البيئية وسبل المحافظة على البيئة من التلوث.
  3. تعزيز الشراكات الدولية والمحلية من خلال جمع وتوجيه المبالغ المادية والقدرات اللوجستية للمساهمين.

متحف القاهرة التاريخية

يقوم صندوق الأغا خان للتنمية بالتعاون مع هيئة الآثار المصرية بالبدء في مشروع (أوريان بلازا) في الجزء الشمالي لحديقة الأزهر، ويضم هذا المشروع متحف القاهرة التاريخية بالإضافة إلى موقف للسيارات تحت الأرض، متاجر، ومرافق ثقافية.
سيقام متحف القاهرة التاريخية على مساحة 4000 متر على شكل مبنى مكون من طابقين، وسيضم حوالي 1000 قطعة أثرية تبرز تاريخ القاهرة باعتبارها أحد أعرق المدن في العالم.
وللحفاظ على القطع الأثرية القيمة، تقرر إقامة مختبر رئيسي للحفظ من قبل صندوق الأغا خان للتنمية، والذي يقدم دورات تدريبية للشباب للتعامل مع التحف، بالإضافة إلى عمل الترميم والصيانة الخاصة بالقطع الأثرية.

مواعيد عمل حديقة الأزهر

تفتح حديقة الأزهر أبوابها للزوار يوميًا من الساعة 9 صباحًا حتى 5 مساءً.

سعر تذكرة دخول حديقة الأزهر

يصل سعر تذاكر الدخول في الأعياد إلى 40 جنيهاً للكبار، و30 جنيهاً للأطفال.
أما أيام الجمعة والسبت، فتكلفة التذكرة هي 30 جنيهاً للكبار، و20 جنيهاً للأطفال.
وفي باقي أيام الأسبوع، يصل سعر التذكرة إلى 25 جنيهاً للكبار، و15 جنيهاً للأطفال.

هذه المساحة الخضراء الشاسعة هي متنفس للكثير من العائلات المصرية داخل مدينة مكتظة بالسكان، لذلك ينصح موقع ترافلكسيا دوت كوم بزيارة حديقة الأزهر والاستمتاع بالجو الرائع والنقاط الصور التذكارية.

اقرأ ايضا:

متحف الفن الإسلامي ـ مجموعة اثار اسلامية تستحق المشاهدة

قلعة صلاح الدين الايوبي ـ حصن مصر عبر العصور المختلفة

الحسين ـ مزار سياحي ومقصد ديني للكثيرين

google-playkhamsatmostaqltradent